بائع السمك الوحيد مع عربته الخشبية الصغيرة
إلى جانب عربته الصغيرة، وسط سوق ناحية تربه سبيه في مقاطعة قامشلو، يقف بائع الأسماك الوحيد في الناحية، ويجتمع حوله بعض الأهالي، ممن ينوون الشراء، يتبادلون معه الأحاديث إلى حين الانتهاء من تجهيز طلبهم، في عمل يكسب منه رزقه، منذ 30 عاماً، ليتحوّل إلى نقطة علّام في الناحية.

في كل مدينة، وفي كل تجمّع بشري، هناك أناس يُعرَفون بعملهم ويتميزون بأنهم الوحيدون في المدينة أو البلدة الذين يمارسون هذا العمل.
وفي تربه سبيه، يُعرف بهرم سليمان بأنه بائع السمك الوحيد، حتى أنه أضحى نقطة علّام في تلك الناحية.
ولأنه البائع الوحيد، فإن عربته الخشبية تشهد جمهرة الناس حولها، والتي تعتبر أحياناً فرصة لتبادل الأحاديث والتعرف على بعضهم، ريثما ينتهي بهرم من تجهيز طلباتهم.
وغدت عربة السمك ملتقى لأبناء الناحية، وشاهدة على كل ما يجري فيها نظراً لموقعها في وسط السوق.
منذ 30 عاماً، اتخذ بهرم وسط السوق المركزي، في زاوية تقاطع شارع "الطلعة" والشارع العام في سوق تربه سبيه مكاناً لعربته الصغيرة، حيث يجتمع حوله أصحاب المحال التجارية والأهالي ومن يرغب في شراء السمك.
وعندما تغيب عربته لسببٍ ما، ينشغل بال أصحاب المحال عليه، وكذلك بال العديد من الأشخاص الذين اعتادوا على وجودها اليومي، ويبدؤون بالسؤال عنه، وعن أسباب غيابه عن السوق؟ في إشارةٍ إلى الألفة التي تجمع أهالي الناحية، فإن غاب أحد ما فمكانته محفوظة، حسب ما يرويه جيرانه في السوق.
"أستمتع عندما يجتمع الأهالي حولي، ونتبادل الأحاديث، هناك أشخاص يتعرفون على بعضهم عند عربتي عندما يتحدثون عن أنواع الأسماك"، بهذه الكلمات يعبّر بهرم عن حبه لعمله، ولعربته البسيطة التي باتت مقصداً لكثير من أهالي الناحية لقضاء الوقت، لدى قيام بهرم بتنظيف الأسماك وبيعها.
ينحدر بهرم من قرية مزكفت المطلة على سد مزكفت (شمال شرق تربه سبيه)، ويقضي وقته هناك في صيد السمك لأسرته، وأثناء ذلك كان بعض الأشخاص يعرضون عليه شراء كمية من السمك التي يصطادها، ومن هنا فكّر في العمل بالصيد.
يقول: "قبل 45 عاماً، انتقلت إلى تربه سبيه، وبقيت هواية الصيد ملازمة لي، كنت أحب السمك وصيده، لذا فكرت في العمل ببيع السمك الذي كنت أصطاده، إلى جانب ما يصطاده آخرون، أو تلك التي تُجلب من نهر الفرات من مناطق الرقة والطبقة منذ ذلك الوقت على عربتي في تربه سبي".
وأكد أيضاً خلال الحديث معه: "البقاء هنا في تربه سبيه ومع العربة الصغيرة، هو كل ما أريده، ولا أنوي الابتعاد عن أرضي".
(سـ)
ANHA